قــصــة بــلا عــنــوان

>> الجمعة، ١ مايو ٢٠٠٩

الــفــصــل الأول
الــشــتــاء و رجــل و الألــغــاز
قـصـة مـن تـألـيـف
مــحـمــود الأســيــوطــى
قد بدا الجو يعمة السكون والهدوء والطمأنينة فى بداية يوم شتاء غريب الأطوار...
ولكن ما الذى جعل هذا اليوم غريب الأطوار؟

قد بدا الجو فعلا جميلا ذو شمس ساطعة مشرقة ودافئة لتضفى على الأرض لونا من
الأبتهاج والفرحة والشعور بالدفء والراحة والأمان مما دفع الناس للخروج فى الشوارع وخاصة فى مدينة المعادى الجميلة حتى لا يضيع عليهم أقتناص مثل هذة
الفرصة للتنزة فى هذا الجوا الجميل والأستمتاع بالشعور الدافء المنبعث من شعاع
الشمس الذى عكس أيضا جمال هذة الشمس التى سخرها لنا الله سبحانه وتعالى....


فما لبث لهذا الجو أن يتريث فى البقاء إلا وقد بدأت تباغتة بالظهور قطرات المطر الرقيقة التى سعت للأستمتاع بالتحليق فى الجو من شدة التهافت للوصول الى سطح
الأرض لترويها ؟ من لهفة فرحتها بجمال ورود الأرض وأزهارها وشدة خضار أوراق أشجارها إلا أنها قد زادت هذة الأمطار الرقيقة من الأبداع فى جمال هذا الجو لانها........؟؟؟؟
تعكس شعاع الشمس الذى سكنها وأحتضنتة وهى تطير بالجو من السماء الى الأرض

بعدما سكن شعاع الشمس فى قطرات المطر؟ وهى تتطاير من الفرح...............!!!!

فجأة أنهالت السماء بوابل من الأمطار التى تكاد تكون سيولا من كثرة الأمطار وكأنما السماء غاضبة على الأرض وتعاقبها هذا ولم تكتفى السماء بهذة الأمطار الغزيرة فمن شدة غضبها على الأرض فسرعان ما حضرت الرياح العاتية فضربت الأرض
بقوة فمن شدة قوة هذة الرياح التى ضربت الأرض كادت تقتلع الورود والأزهار وأوراق الشجر.........!!!!
وفجـاة أختفت الشمس وأنقطع شعاعها من تزاحم السحب والغيوم لتحجب أشعة الشمس عن الوصول الى الأرض...........!!!!!!!!!!
وكأنها المنحة التى وهبتها السماء للأرض فلم تكترث بها .......؟
وبهذا فقد أستردت السماء المنحة التى وهبتها للأرض .............. بل وعاقبتها لعدم الأكتراث والتقدير !!!!!!!!.....
وكأن السماء (أم) تعاقب طفلها على فعلتة الشنعاء فلم تكتفى فقط بضربة وأيضا قامت بمنعة من الخروج ليلعب......؟

فبعدما سكنت الرياح وهدءت الأمطار وذهبت الشمس وغابت الغيوم ورحلت السحب وصفت السماء وأتى الليل فى مدينة المعادى الهادءة التى ظهر جمال شوارعها بعد سكوت الأمطار وأشتد خضار أوراق الأشجار وظهرت روعة حدائق الفيلات التى تجبر المارة على لفت أنظارهم أليها لمدى جمال ورودها وأزهارها وأشجارها.....
وتحديدا قد يلفت النظر حديقة أحدى الفيلات النادرة الأزهار والورود الموجودة بها غير أن الروائح الزكية تفوح منها....!!!!
فتتبعثر فى الجو من ناحية هذة الحديقة لتملأ هواء هذا الشارع سعيد الحظ بهذة الروائح الجميلة.....!!!!
ومن ما يجذب النظر أيضا لتلك الحديقة أشجارها فارهة الطول وشدة خضار أوراقها العريضة بعد رحلة المطر

وكانت هذة الفيلا تحمل أسم فيلا الأسيوطى(مختار الأسيوطى)الذى كان يعمل بالقضاء
المصرى وكان على درجة كبيرة بين القضاة المصريين وكان معروف بقوتة و نزاهتة
وعدله فى القضايا التى كان يحكم فيها وكان أصدقاءة يكنون لة كل الود والحب والأحترم..................

فبعد هذا اليوم غريب الأطوار مما طرأ علية من تغيرات كثيرة فى الجوا فقد جلس الأخوان بعد تناول وجبة العشاء
فى غرفة ذات نافذة كبيرة تطل على حديقة الفيلا وظل الأخوان يتبادلان الحديث على هذا الجو الذى بدأ فى قمة روعتة فى بداية اليوم ثم أنقلب الحال الى أسوأ حال........

فقد بدا (معتز) الأخ الأكبر معجبا ومتعجبا من هذا الجو
وقال لأخية : عجبا لهذا الجو كان اليوم بدايتة شئ وفجأة أصبح شيئا أخر

فقال (هانى) وهو غير متعجب : أنا لا أعلم يا أخى العزيز ما يدعوك للتعجب لمثل هذا الجو فأنة حال الشتاء

فقال (معتز) فى دهشة : عجبا لك أنت يا أخى لم أرى على وجهك أى علامة تشير للتعجب لما حدث لجو هذا اليوم

قال (هانى) ويبدو على وجهة عدم الأكتراث لكلام أخية :
هذا هو حال الشتاء التغير المفاجئ فى الأحوال الجوية من وجة نظرى أنة شيئا عاديا


وكان (معتز) يخفى شيئا ما ليقولة ولكنة ينتظر من أخية أن يفهمة دون أن يتفوة بة
وقد سادت فترة من الصمت بين الأخوين.....وظلت نظرات تدور بينهما دون معانى لهذة النظرات
فما كاد (لمعتز) أن ينطق بالكلام وهو على شفتية........!!!!

وفجأة بدون سابق أنذار فتح الباب بسرعة رهيبة وظهر ولدا صغيرا أسمة (أمير) هو الولد الوحيد (لمعتز)
فقد علقت الساق اليسرى (لأمير) بسجادة الطرقة فدخل ساقطا على وجهة وسقطة منة طاولة كان بها أقداح الشاى الساخن
فجرى كل منهما على الطفل (أمير) يساعداة على ان ينهض من الأرض

فبادرة أباة يقول : ما الذى حدث لك أنت أيضا يا (أمير)
فقال (أمير) وهو يتوجع فى خفى : الحمد لله يا والدى لم يحدث شئ لم يحدث شئ

وقال (معتز) وتظهر على وجهة علامات الضيق :
فى هذة المرة لم يحدث شيئا يا (أمير) ولكن لابد أن تكون على حذر فى المرة القادمة وخاصة أنك كنت تحمل أقداحا من الشاى الساخن

فأردف (أمير) فى خوف من أباه قائلا : ولكن ماذا سأفعل فى هذة الأقداح التى أنسكبت على الأرض يا (عمى) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فقال (معتز) لولدة (أمير) فى شدة وغلظة : أذهب وأخبر والدتك حتى تأتى لتنظف هذة الأوساخ....أذهب.....!!!!

فجرى (أمير) وهو يرتعد من الخوف لشدة أباة فى الكلام معة ولم يغلق باب الغرفة خلفة..!!!
فسيطر الصمت مرة أخرى عليهما وكانت هنا نظرات تحمل معانى غير معروفة
بينهما فبادر كل منهما للوصول الى الباب حتى يغلقة فما أن تحرك (معتز) نحو الباب
فتوقف (هانى) عن الحركة وجلس على مقعدة ينتظر أخاة أن يغلق الباب ويعود الى
مقعدة حتى يكملوا الحديث الصامت...........!!!!!!!!!!!!!!!!!

فقطع (معتز) الصمت قائلا : ألم تلاحظ يا أخى شيئا من كلامى لك ؟.
فرد (هانى ) قائلا فى غضب : أنت لم تقل شيئا جديدا كل ما تكلمت عنة أنت اليوم والجو والشتاء والمطر ؟ فما الذى أنت تقصدة ؟

فأشار (معتز) بيدة نحو (هانى) ويقول : هذا !!! نعم هو هذا !!!
فقال (هانى )فى تعجب وحيرة : ما هو هذا !!! عن ماذا تتكلم يا رجل الألغاز؟
وقال (معتز) فى نبرة صياح : ألم تكن مفطنا بالقدر الكافى حتى الأن لتلاحظ ما أقصدة

فصاح (هانى) بصوت عالى فى (معتز):

إلم يكفيك شعورك بأنك أكبر رجل يحل الألغاز فى قضاياة الصعبة المعقدة؟
إلم يكفيك غرورك بأنك تتمتع بقدر كبير من الذكاء الذى أنعم الله عليك بة؟
إلم يكفيك نظرا الى نفسك المغرورة التى تتحدث نيابة عنك وكأنها تأسرك
بسجنك داخل نفسك؟
إلم يكفيك ويرضيك أن تظهرنى أمام الناس وأمام نفسى بالغباء وتحقرنى
وتقلل من شأنى وتهمشنى؟

فواصل (هانى) قولة بنبرة بكاء ولكن لم تنزل الدموع من عينية :

ماذا تريد الأن منى ؟ بعد أن حطمتنى داخل نفسى ؟ وصرت مكسور الأمانى؟
إلم أكن أخاك الذى وصاك علية أباك...!!!!
إلم أكن أخاك الذى بدمة فداكّّ.........ّّ....!!!
إلم أكن أخاك الذى تجرى فى دمة دماك...!!!!

ماذا تريد أن تفعل بيا الأن ؟ والى أى طريق تريدنى أن أتجة ؟ وأى دربا
تختارأن أسلكة ؟
فما عدت الأن أنا أعرف نفسى ؟

قال (معتز) بعدما سكت (هانى) عن الكلام
ياة.........!!!!!!!!!!!!!!!.. ما كنت أعلم يا أخى أن كل هذا تكنة لى بداخلك وتكتمة ؟
أرأيت يا أخى أنى الأن كنت أنا على حق بل كل الحق ؟
وقال (هانى) : أى حق هذا يبيح لك أن تفعل هذا بى؟
فرد (معتز ) : أنك فعلا يا أخى قد تغيرت وتغير حالك ؟
فلا يعرف أحد لك الأن على أى حال أنت ؟

وهنا بعد فترة النقاش الحاد بين معتز وهانى قد أعلن معتز عن ما بداخلة .

وقال(معتز) : أنت تشبة الشتاء وخاصة أقصد جوا هذا اليوم ؟
لا يعرف لك أحدا على أى حال أنت وأن عرف فأنت غير مستقر
الأحوال..........!!!!!!!!!!
هذا كل ما كنت أقصدة ؟ ولكن بهذة الطريقة أستطعت أن أريك نفسك ؟ وما بداخلك لى؟

فبعد هذا الحوار والنقاش الحاد بينهم صمتا ونظر كل منهم الى الأخر فى نظرة
تحمل معانى الحب والحنان .......!
وبداءت عيون كل منها تملكها الدموع وبالفعل بعدما غمرت الدموع عين كل منها
فسارع كل منها الى حضن الأخر.............!

فصارت الدموع تسيل بقوة من عينهما وكل واحد منهم داخل الأخر وسمعا كل منهم
أهات البكاء والحزن على الأخر.......!
وحين بدأت هذة الدموع تشق طريقها على خد كل منهم حتى راحت يد (معتز) على
خد (هانى) برفق لتمسح دموع الحب والندم على ما فاتهما من وقت وهما مفترقان

بسب الفجوة التى حدثت بينهما التى كانت تشمل خلافات كثيرة ومنها بل وعلى
رأسها البنت (رندا) التى كانت على علاقة (بهانى) وكان (معتز) رافضا حتى لوجود
أى علاقة سطحية بينهما مبرارا ذلك بسببا يكاد يكون قد أخفى وراءة سببا قوى جدا وكان السبب الوهمي هو أن (هانى ) فى فترة نقاهة بعد الأزمة العاطفية التى كان فيها بعدما فشلت علاقتة الحقيقية الأولى من زميلتة بالجامعة .

أيضا من الأسباب الرئيسية لهذة الفجوة....؟
التغيرات حدثت (لهانى) فهو حتى الأن لايشعر بكيانة وذاتة الشخصية ؟ فأن تأثير (معتز) ليس فقط كان قويا بل
كان كالنقش على الحجر ولكن بلا فائدة بل أنعكست الصورة وأتجهت شخصيتة الى أكثر غموضا ؟ وظلاما ؟

وهدء النقاش بين الأخوين كما هدءت أمواج الدموع و الحزن والبكاء.......

وراح (معتز) ينادى بصوت عالى : يا (أمير) أخبر والدتك تأتى لتنظيف الأرض ؟
فلم يكاد (معتز) أن ينتهى من كلامة إلأ وقد طرق الباب .......
ودخلت (سميحة) زوجة (معتز) وهى فى العقد الثالث من عمرها وكانت تحمل معها طاولة بها أقداح الشاى بدلا من الذى أسكبة الطفل (أمير).
فقالت (سميحة) فى ضجر من زوجها (معتز) :
ما الذى جعلك تعامل (أمير) بهذة القسوة ألم تتغير أبدا ؟
أتعجبك هذة المعاملة يا (هانى) التى يعامل بها (معتز ) (أمير)؟

فرد (هانى ) : لا .... ثم أكمل كلامة قائلا :
أهذة أول مرة يعاملة فيها بهذة القسوة يا زوجة أخى, أنة أباة ولة
الحرية فى الطريقة التى يريد أن يتربى عليها (أمير)
أيضا (معتز) هو المسئول الأول والأخير عن (أمير) وعن شخصيتة
التى تتكون داخلة وشعورة تجاة والدة..

أما فعنى أنا فأن (أمير) حبيب قلبى هو الشمعة التى تضئ ليا طريقى هو الشئ الذى
تحلو من أجلة حياتى فأنى أحبة حبا جما

فردت (سميحة) معلقة على كلام (هانى) :
نعم , نعم, فأنا أعلم يا (هانى) مدى حبك ومعزتك لولد أخيك (أمير)
كم تمنيت لو كان هذا الحب والحنان أيضا من ناحية (معتز) لولدنا

فأسرع (معتز) قائلا : قبل أن يرد (هانى ) على كلام (سميحة)
أراكم تتكلمون عن ولدى وأنة ليس ولدى بل عدوى اللدود الذى
أتربص لة وأترصد لحركاتة كصائد حيوانات ينصب الفخ لفريستة
حتى تقع فى الفخ وينقد هو عليها ,
بل أنة ولدى فلذة كبدى قلبى الذى بة أعيش ومن أجلة أعيش وأنا
من أجلة أموت وأضحى بحياتى فمن لى غيرة فى الحياة سواكما

فيرحم الله أبى وأمى فقد ربيانى على الشدة والقوة من أبى والحب والحنان من أمى
فأنا يا (سميحة ) أحب ولدى ولكنى أريد أن أزرع فية القوة والشدة وعدم الخوف من
العقاب وذلك أن أخطأ حتى لا يخاف الأعتراف بالخطأ حتى تكون لة شخصيتة القوية
بين أصدقائة ولكى يملك زمام أمرة ليتحمل مسئوليتة ويكون هوة نفسة لا شبية لاحد

وأنتى يا (سميحة) أراكى تزرعى فية الحب والحنان مثل أمى تمام وأراك يا أخى أيضا
تحب ولدى وتصاحبة وتعطية الأمان فمن بعدى يا آخى يهتم بولدى وزوجتى أن حدث لى مكروة كما كان بالسابق

فقالت (سميحة) فى بطئ : وهى تتعجب من الحيرة ؟
أة ..... يا (معتز) ماكنت أعلم أن كل هذا الحب تكنة لولدنا (أمير)
ولكن ما الذى يجعلك تستمر فى معاملة (أمير) بهذة الطريقة القاسية مع أنك تحبة كل هذا الحب ! والحنان !!
يا (معتز) ولدنا حتى الأن لا يزال صغيرا على هذا الكلام والمعاملة ,

فكيف يتقبل منك كل هذة المعاملة السيئة ؟
أرجو منك يا (معتز) أن تغير هذا الأسلوب الذى أعتدت علية حتى لا يخافك (أمير) أكثر من هذا الحد !
أنة ليس مجرم من المجرمين الذين تحقق معهم للوصول الى الحقيقة أو أنة قاتل وتريدة أن يعترف بخطأة وجرمة ,

أنة ولدك وتحبة فعلا ولكن عليك أن تشعرة ببعض هذا الحب ! والحنان !! الدفء !!! والأمان !!!! فأنت مصدر كل هذا بالنسبة لة ,

فمن قلب هذا الكلام واصلت (سميحة) كلامها قائله :

ياة .......أترى يا (هانى) أخاك بقوتة وقدرتة وذكاءة الخارق وشهرتة الواسعة بين
رجال الشرطة والبوليس والنيابة وقادتة الذين أطلقوا علية هذا الأسم (رجل الألغاز) الخارق الذين ما قد زادوة إلأ غرورا بنفسة وكبريائة , وطموحة ,

أنة الأن يعترف ولا ينكر الجميل الذى أسديتة لة أنت يا (هانى) حين كان الحادث المدبر من قبل مجهولين الذى كان سوف يسفر عن مقتل أخيك لولا فضل الله بنا

فجعلك فى طريقة وتنقظة من الموت المؤكد ويكون القدر هو المدبر الوحيد فى هذة عملية الانقاذ حيث أنة بعدما تم نقلة الى المستشفى أحتاج الى نقل دم ولم تكن فصيلة دمة موجودة فى بنك الدم تقدمت أنت ولم تكن فى الحالة التى تسمح لك بالتبرع بالدم
ولكنك أصررت على أنك تتبرع بالدم لأخاك حتى ولو كان الثمن حياتك وكان كل
هذا فى فترة الخلاف بينك وبينة...!!!

فتباينت الدموع فى أعين الأخوين وقال (معتز) فى هدوء :

أنة يا (سميحة) أخى من لحمى ودمى من أمى وأبى ومهما كانت الخلافات بيننا ففى وقت الشدة لا يتخلى الأخ عن أخوة......!!!!

فأكمل (هانى) الكلام قائلا :
أتعلمين يا (سميحة) لو كان أخى مكانى ماذا كان فاعلا ؟؟؟
لفعل كل ما فعلتة وأكثر أنة أخى الكبير بل مكان أبى الذى حرمت منة وأنا صغير..!
وحرمت أيضا عطفة وحنانة ..!! حبة وأمانة ..!! فعوضنى الله بأخى ,

أتعلمين شيئا أخر يا (سميحة)....!!

أنا لم أراك فقط أبنة عمى التى تربت معنا حين توفى (عمى) أو زوجة أخى أو حتى أختى بل أرى فيكى أمى وحنانها الذى أفتقدتة من زمن حين توفت أمى...!!

فنحن والحمد لله الذى جعلنا أسرة مترابطة لا تفرقها الخلافات مهما كانت الأسباب والمشكلات التى تحدث بينها ...!!!

فحمد كل منهم الله على هذا الفضل والنعمة الواسعة التى لا يدرى بها إلا من فقد أسرتة أو يعيش داخل أسرة مفككة يعيش كل فرد منها فى وادية ودنياة الخاصة بة

فتكلم (معتز) معلقا على كلام (هانى) : عن أسرتهم وتاريخهم

أنت تعلم يا أخى مدى الفضل والنعمة التى وهبها الله لى فأنا فى مثل هذا السن الخامسة والثلاثون وأتقلد مثل هذا المنصب الكبير وهو (رئيسا للنيابة) بفضل الله
ثم مجمهودى وعملى الدئوب فأنا كثيرا ما كنت أعتمد كل ما أوتيت من ذكاء وفطنة
وسرعة بديهة فى التعامل مع كل القضايا التى كلفت بالتحقبق فيها والحمد لله كان
النجاح والتوفيق من عند الله هو ثمرة عملى وتعبى .....!!!!


ولم أكن لأخسر أى قضية من هذة القضايا فدائما كان النجاح والأنتصار هو التاج الذى يكلل بة عملى ودأبى فى أى طريق أسلكة وأمشى فية ......؟

وبالرغم من كل هذا وبعد مضى كل هذة السنين لم أصل الى شىء حتى الأن أنا أو أى فرد من الأفراد الذين كانوا مكلفين بالبحث فى قضية بل (لغز) مقتل كل من(عمى)
(عبادة عبد الرحيم الأسيوطى) الشهير ب (عبدة الأسيوطى) العم الوحيد لنا....!!!!

ثم بعد ذلك بعامين وفاة أمى (عبلة عبد الرحمن الأسيوطى) رفيقة أبى العمر الطويل
أيضا قتلت فى حادث كان مدبر من جهة مجهولين....!!
وأنتهت قضية عمى وأغلقت وقيدت ضد مجهول لعدم معرفة القاتل أو الأستدلال علية
أيضا أغلقت قضية أمى ولكن لم تقيد ضد مجهول ......!!!!!
بل قيدت على أنها حادث قضاء وقدرا....!!!!
الــفــصــل الــثــانــى
مــــــــــــــحـــــــــــكــــــــــــمــــــــــــــة


ومنذ ذلك الوقت ظل أبى شغلة الشاغل حل ألغاز وفك طلاسيم هذة القضايا أختفاء ومقتل (عمى) لأنة تقريبا كان يعرف من القاتل ولكن لم تكن لدية الأدلة المادية التى تدين القاتل أو من الذين قاموا بتحريضة للقيام بهذة عملية القتل "

لآنة فى الفترة التى تسبق أختفاء (عمى) كانت هناك قضية كبيرة متورط فيها رجال من كبارالرجال وحين أنهم قد علموا أن والدى هو الذى سوف يحكم فى هذة القضية وأنهم يعلمون مدى عدلة ونزاهتة وشفافيتة وأنهم لن يجدوا أى شىء يمكن أن يغرو
بة هذا القاضى الشديد (العنيد) ..... كما يطلق علية أصدقائة.....!!!!
فحين ضيقت عليهم السبل فلم يجدو سوى طريق واحد ليس أمامهم غيرة ليسلكوة

فقالت (سميحة) فى شغف : فما هو هذا الطريق..؟
غير التهديد والوعيد لهذا الرجل الشديد العنيد وأن لم يحكم لصالحهم فهو من الخاسرين النادمين....!!!!!

فأكمل (معتز )كلامة قائلا :
فلم يستجيب (مختار عبد الرحيم الأسيوطى) كبير القضاة ذو الشهرة الكبيرة بين القضاة بالشدة والعند لكل من يعترض طريقة ويغرية بأى شىء كان.....!!!!!
ولكن لم تكن هذة المرة فيها أى من المغريات كما قالت (سميحة) بل كان هناك طريقهم الوحيد الذى سلكوة بالفعل وهو التهديد والوعيد للرجل الذى لم تغرية كل المغريات..
ولكن لم يكن يتوقع (مختار الأسيوطى) هذة المرة أى نوع من المغريات سوف يقدموا
حين تلقى فى نفس ذلك الوقت مكالمة تليفونية ؟؟؟
يخبرة المتكلم بخطف أخية (عبدة الأسيوطى) على يد جماعة تابعة الى أحد كبار رجال
الأعمال وكان المتكلم هو أحد أفراد رجال هذة الجماعة.....!!!!

فسألة (هانى ) قائلا :
فهل رضخ أبى لتهديدات هؤلاء السفلة الملاعين ؟

فرد(معتز)وعلى وجهة علامات اليأس :
للأسف قد أستسلم أبى لرغبات ومطالب هؤلأء عندما قد تأكد أنهم سوف يقتلون أخاة
الوحيد وأنهم لم يتروكوا ورأهم أية أثر للجريمة التى سوف يرتكبونها وأنهم لم يجدوا
أسهل من جريمة القتل هذة من قبل....!!!
فتعجب أبى من ثقة هؤلاء البارعين فى القيام بأعمال القتل ولم تجد أبدا لهم صلة بها أبدا , فراح يأخذة التفكير ماذا سوف يفعل ؟
فهل يترك أخاة الوحيد فريسة سهلة لهؤلاء القتلة السفاحين...!!!!
أيترك أخاة الذى تبقى لة من رائحة أباة ككبشف فداء لشرفة وشرف المهنة التى قد حلف لها اليمن وعاش من أجل أن يحكم بين الناس بالعدل ؟

فقال(هانى)فى عجلة وتظهر على وجهة علامة الحيرة :
ماذا فعل أبى بعد ذلك يا أخى ....!!!!!
هل قبل أن يساوم نفسة على حياة أخاة الوحيد وبين سمعتة وشرف مهنتة .......؟
أخبرنى أنة قد رفض هذا العرض.....!!! ولكن ماذا سوف يفعل (لعمى) المسكين..؟

وكانت هنا المفاجئة الكبرى ل(هانى)حين سمع أخاة (معتز) يقول........!!!!!
نعم فقد ضحى أبى بكل مالدية من كرامة وسمعة وشرف ونزاهة وأحترام بل نسى أبى أمام كل هذة التهديدات كل ما صنعة من تاريخ حافل و مذدهر بالنجاح والحب والود والأحترام من أصدقائة وجيرانة وجميع معارفة .....!!!
وبعد هذا قد تحطمت بالفعل داخل أبى كل من المبادىء واللوائح والقوانين التى تحمى الناس وتحافظ على حقوقهم...!!!
فنظر(هانى) الى أخية فى حيرة وندم وأسف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فقال (معتز) لآخية :
ولكن كل هذا من أجل من ..!! أنة من أجل أخية ولد أمة وأبية ؟
ولكن يا أخى ماذا أنا فاعلا أذا كنت مكان أبى ؟ فأنا لا أعلم ماذا سأفعل ؟
فهل لك يا أخى أن تسأل نفسك هذا السؤال ؟ ماذا ستفعل أن كنت مكان أبى ؟

فأجابة (هانى) فى سرعة وكأنة قد وصل الى أجابة مقنعة :
لا أعلم يا أخى ماذا أنا بفاعل أنة فعلا أصعب أمر يمكن أن يوضع فية الرجال بحياتهم

وأكمل(معتز) قائلا
وحين قد أتى يوم الحكم فكان هذا اليوم أصعب يوم يمر على أبى حينها فقد تمنى أبى
أن يتأخر هذا اليوم أو لا يأتى أبدا , حتى وأن أتى هذا اليوم يكون هو تحت التراب ..!

لأنة فى حالة النطق بالحكم ضد مصلحة هؤلاء الرجال يعد بمثابة الحكم بالأعدام على أقرب مالدية فى الحياة وهو أخاة......!!!!!
فقالت(سميحة) وهى تسمع فى صمت وألم : أنت نسيت شيئا يا (معتز)....؟؟؟؟؟!!!!!

ففى اللحظة التى تكلمت فيها (سميحة) فقد دق جرس الباب......!!!!
فنادى (معتز) على (أمير) وقال لة :أذهب لترى من الذى يدق الجرس.......؟؟؟؟؟؟؟
فأجابة (أمير) بسرعة : أنة أحد أفراد رجالك يا أبى ويريد مقابلتك...؟؟؟؟
فقال (معتز) (لسميحة) سوف أذهب لأقابلة فأكملى أنتى ما نسيتة (لهانى) !!!!!!!
فواصلت (سميحة) كلامها تقول : بنظرة أمل يملأها اليأس
ما نساة أخاك هو أن عمى من شدة الألم والحزن على أبى المخطوف قد حاول كثيرا أن يتنازل عن هذة القضية الصعبة ليحكم فيها أى زميل أخر لة .....!!!!
وهذا ما طلبوة منة فى بداية الأمر ولكن بعد أن تمسك عمى بهذة القضية قد تراجع فى نفس الوقت عن القضية بعد ما سمع من تهديدات وكان هذا التراجع المفاجىء من عمى بالتخلى عن القضية حتى ينزل من على عاتقة ما يحدث لأبى ويحل نفسة من القيود التى وضع نفسة فيها بيدة , ويتولى القضية قاضى أخر يسهل عليهم أغراءة.

وهنا قد كانت هذة هى المفاجئة الكبرى لكل من علم بهذا الخبر ...!!!!!
فكانت هذة هى المرة الأولى التى يطلب فيها(مختار الأسيوطى)التنازل عن قضية..؟؟
فتحير الجميع من هذا الطلب الغريب الذى فاجئهم بة عمى وهوالتخلى عن أداء عملة
لأول مرة فى حياتة القضائية ....؟؟؟
فرفض القادة بأن يتخلى عمى عن هذة القضية فأنهم لن يجدو مثلة ليحكم فى مثل هذة الأنواع من القضايا....!!!!!

وقالوا لة أتتنازل عن القضية لتبعد نفسك عن المغريات أم ماذا فى الأمر هذة المرة ؟
فأذا أبلغهم عمى بحقيقة الأمر لكان هذا يعد بمثابة الحكم المبكر على أبى بالأعدام..!!
فلم يجد عمى ما يبرر لهم موقفة بالتنازل عن القضية ....!!
مما أدى الى أهتزاز ثقتهم بة بعض الشىء.....؟؟؟؟

فسألها (هانى) قائلا فى تردد :
هل علم هؤلاء الفاسدين فى الأرض خبر تنازل أبى عن الحكم فى قضيتهم ..!!!!!!!!!

فأجابتة (سميحة) وهى تتألم قائلة : نعم ....!!!!!!
وحذروة مرة أخرى أذا تجدد هذا الطلب مرة أخرى بالتنازل عن الحكم فى القضية فيعتبر هذا بمثابة حكمة الفورى بتنفيذ حكم الأعدام فى أخية الأصغر أبى

ثم عاد اليهم مرة أخرى(معتز) وجلس وهو ينظر الى(هانى) بنظرات تحمل معانى
كثيرة منها الخوف ولكن لم يظهر هذا الخوف على (هانى) أم خوف منة...!!!
وترك (سميحة)تقص على (هانى) ما تبقى من أحداث مرت علية وهو صغيرا غير مدرك لكل هذة الأحداث ؟؟؟؟؟

وأكملت (سميحة) كلامها : ولكن بسؤال ؟
أتعلم يا هانى لماذا............!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فأشار أليها (معتز) بيدة ليكمل هو السؤال ؟

لماذا لم يرضى هؤلاء الرجال الجاحدين بتنازل أبى عن الحكم فى قضيتهم رغم أنهم تمنوا أن يتولى القضية أى قاضى من القضاة غير أبى لأنهم يعلموا مدى نزاهتة التى أشتهر بها بين القضاة ؟

فأجاب (هانى) وأصابت أجابتة قائلا : نعم أعلم.............
أولا : قد تمنوا فى بداية الأمر أن يتولى قاضى أخر غير أبى حتى يسهل عليهم أن يغروة بأى شىء وقد سعوا فى ذلك التغير ولكن بأئت محاولاتهم بالفشل الزريع
لتمسك القادة بوالدى وأصرار أبى على الحكم فى هذةالقضية

ثانيا : حين تولى أبى هذة القضية وعلموا هم بهذا الخبر فأدركوا هؤلاء الرجال مكانهم فى الجحيم الذى سوف يلقيهم فية أبى لسابق علمهم بعدلة ونزاهتة وأنة من المعروف عنة أخلاصة لعملة ومن الصعب جدا عليهم بل من المستحيل أغراء هذا الرجل المقاتل فى أن تعلو كلمة الحق والعدل بأى من مغريات الدنيا الزائلة فى نظرة..
فقد سلكوا الطريق الملعون وهو التهديد والوعيد لمن يخالف أوامرهم ورغباتهم السوداء....

ثالثا : وعندما رضخ أبى أخيرا لأوامر هؤلاء القتلة الفاسدين وقرر التنازل عن هذة القضية لزميل أخر فقد تغير رأى القتلة الملعونين الى أن لا يترك أبى القضية فقال لهم ماذا تريدون منى الأن فأنا قد تنازلت عن الحكم فى تلك القضية....!!!!!

وكان ردهم نحن لا نريدك الأن أن تترك الحكم فى هذة القضية بل ستحكم فيها ولابد أن تتمسك بالحكم فيها .......!!!!!!
وقال لهم أبى عجبا لكم كنتم تريدون منى التنازل عن الحكم وقد تنازلت أتعودون الأن تطلبوا منى أن لا أتنازل عن هذة القضية وأتمسك بالحكم فيها أة ....!!!!!!!!!!

فهمت أنتم تريدونى أن أحكم الأن فى هذة القضية لتكونوا قد أصبتم عصفورين بحجر
من ناحية أن أحكم لصالحكم ومن ناحية أخرى توفرون على أنفسكم الشقاء والاموال فى أيجاد ما يغرى القاضى الذى سوف يحكم فى تلك القضية......


وقالت (سميحة) فى حسرة :
وقد أتى اليوم الذى لا يريدة أن يأتى عمى يوم الفصل يوم الأختيار والأختبار فكان هذا اليوم من الأيام العصيبة جدا فى حياتة رحمة الله فحينما أستيقظ فى ذلك اليوم كان من الأهون علية أن تنشق الأرض وتبتلعة ولا يذهب الى المحكمة فى هذا اليوم .......

وعندما وصل الى باب المحكمة وصار فى طريقة وينتابة شىء من الخوف وأخذ ينظر الى أسوار وأبواب المحكمة والى الناس فساورة شعور بالغربة وكأنة أول مرة يدخلها
وهو متهم بالفعل وليس قاضى وظل على هذا الحال حتى وصل الى قاعة المحكمة وكانت خالية من الناس فحين ما فتح الباب قد أسرة الخوف عندما نظر الى الأية الكريمة والى الميزان الذى يعبران عن العدل والحق .....!!!!!!!

وبعد ذلك ذهب الى غرفة القضاة يمتلكة التفكير وينظر ألية الناس وكأنة شخص أخر
غير(مختار الأسيوطى) ويسلم علية أصدقائة وهو لم يرد على أحدا منهم وكأنة يعيش
وحدة بكوكب أخر شاردا ومتوحدا وكأنة أول مرة يأتى هنا وهو لا يعرف أحدا......
فدخل علية مستشارية فنظروا الية فوجدوة فى حالة يرثى لها فلم يتكلموا معه فى أى شىء وأكتفوا فقط بالنظر ألي حالتة ولكنهم أيضا فى حيرة من هذا الموقف لأنهم كانوا كالعادة يتحدثوا بعضهم الى بعض وجلسوا فى تعجب وصمت حتى حان وقت الدخول الى القاعة وعند دخولهم القاعة......!!!!!
قال الحاجب بصوت عالى :
محكمة

ودقت هذة الكلمة ذات الصوت العالى أذنا القاضى وكأنها صوت الحق والعدل وهو يعد بمثابة الترياق الذى تناولة القاضى ليفيق من الغيبوبة التى كان فيها وكأنة عاد من كوكبة الذى لجأ ألية .....

ومنذ ذلك الوقت رجع (مختار الأسيوطى) الى نفسة وثقتة التى كان يفتقدها ولم تهتز صورتة أمام الناس وظهر كما عرفوة بقوتة وعدلة ونزاهتة المعروف بها وأخذت المرافعات والمناقشات الساخنة تدور بين المحامى ووكيل النيابة أمام القاضى فحين أنتهى كل منهم كلامة وطلبت النيابة أقصى حكم للمتهمين بينما طلب محامى المتهمين
البراءة لهم....!!!!

وهنا جاءت لحظة الفصل فأذا كان الحكم ببراءة المتهمين فتعد هذة البراءة هى السكين الذى سوف يقطع بة (مختار الأسيوطى ) حبل المشنقة الذى ألتف حول عنق أخية .....!!!!
أما أذا كان الحكم يدين المتهمين فتعتبر هذة الأدانة هى الخنجر الذى سوف يطعن (مختار الأسيوطى) أخاة بة وتعد تنفيذا لحكم الأعدام على (عبدة الأسيوطى)


وهنا سادت فترة من الصمت القاتل ينتظر كل الجالسين بما فيهم السفلة المجرمين
وقال (مختار الأسيوطى) قاطعا هذا الصمت الرهيب :
الحكم بعد المداولة.......!!!!!
وبعد هذا الصمت الرهيب قد تحولت ساحة المحكمة الى ضجيج شديد فلم يصمت فم فردا من الموجودين داخل الساحة ........
وكان هؤلاء السفلة الملاعين فى حيرة من أمرهم فلم يجدوا أى تغير ملحوظ أو أى تأثير على(مختار الأسيوطى) فقد ظهر كاعادتة ولم يظهر علية ولو تغير غير ملحوظ بل كان قد أشتعل فى قلبة الأيمان بالله والصبر على البلاء لأنة أختبار من عند الله سبحانة وتعالى وعدم الأعتراض على القدر

وهنا قد سلم وأستسلم القاضى الى قضاء الله وقدرة فلن يكون هو أرحم بأخية أكثر من الله ..وقد ألقى بحمولة كلها الى الله لأنة لا يوجد إلة غيرة وهو الذى سوف يهون هذة المحنة علية ...!!!!

أما عن ما دار داخل غرفة المداولة فكانت كما هى كالعادة تناقش القاضى مع مستشارية...

فقال القاضى نحن الأن يا سادة بصدد
الحكم فى قضية هؤلاء الملاعين الفاسدين الذين يحولوا حياة الشباب الكبار والصغار
بل حياة كل الأسر من أباء وأمهات وبنات وأولاد بل حياة كل البشر الى جحيم مغلق لا يخرج منة أحدا وما يحدث من أثار سلبية بسبب هذا الأدمان الملعون الذى لا يخرج من
أحد أذا كان الموت رداءة والنار سريرة وجهنم مصيرة والهاوية دارة فما بالكم بمصير من يأتى بهذة السموم البيضاء الى شباب بلدنا مصر العزيزة فيدمرونهم وبهذا فقد تتحقق أهداف أعادئنا بتدمير أعمدة بلدنا ومستقبلة المشرق وهم الشباب ........!!!!!
ماذا سيكون مصير هؤلاء الفاسدين الأن ؟

غير الموت الذى يخلصنا منهم الى الأبد ونطهر مصرنا العزيزة منهم الى الأبد فلم يأتى
على أيدهم إلا كل أذى وخراب من هؤلاء بسبب ما يدخلونة الى البلاد من المخدرات والسموم التى يذهب اليها الشباب ولا يعلمون أنهم سوف يدركون الموت بعينة الذى هم ذاهبون ألية غمت أعينهم وكأنهم عميانا لا يعلمون أين هم ذاهبون......!!!!!!!!

فقال أحد المستشارين :
نعم الحكم ونعم الحاكم وما أصوب من هذا الحكم على هؤلاء السفلة الجاحدين على شباب بلدهم الساعين على تدمير أنفسهم وهم لا يعلمون..........

فقال المستشار الأخر :
فماذا أقول أنا بعدما قلتم أنتم, أن هذا الحكم هو أعدل ما يستحقة المدمرين لصحة ومستقبل هؤلاء الشباب فبدل أن تزدهر البلاد بهم بل تتباطىء وتتأخر ولن تنموا
ولن تنجوا ومن تخطيطات الأعداء الكبار لنا وأظن أن عدونا الكبير واضح وصريح
جدا فى أهدافة وأنة غير متعجل فى تنفيذ هذة المخططات بل وأنة يعلم أننا على علم
كبير بهذة المخططات (برتوكولات صهيون) فهم الأن يقولون للعالم :

ها نحن وهذة هى مخططاتنا وسوف ننفذها عاجلا أم آجلا فهل من رادع لنا ..!!!!!!

وقال القاضى معلقا :
نعم نعلم ذلك ولكننى أريد أن أذكركم بشىء قد نسيناة أن بجانب الشباب الذين يدمرون
أنفسهم بهذا السم القاتل البطىء وهو المخدرات بكل أنواعها ,
أن هناك أيضا شباب أخرون هم الذين تبنى بهم هذة البلد نموها وأزدهارها وصناعتها
وأقتصادها فهيا بنا الأن يا سادة لكى نقضى على الفساد ومن يعاونة وينمية.....!!!!!!
وقد وصلوا الى الحكم النهائى .....
ثم عاد القاضى ومستشارية الى قاعة المحكمة مرة أخرى ولازال الضجيج يعم كل أجواء هذة القاعة فحينما قال الحاجب كلمة

محكمة

فقد غمر الصمت مرة أخرى هذة القاعة المزدحمة بل المتكدسة بالناس حتى يسمعوا
الحكم الذى ينتظرة الكثير بل هذة الأعداد الغفيرة من الناس :
ولكن قبل أن ينطق القاضى بحكمة قال فى نفسة ليغفر ليا الله ويسامحنى أخى.....!!!!!
وقال الأسيوطى فى قوة :
قد قررت المحكمة الحكم بالأعدام على كل هؤلاء المفسدين ,
رغم أنة يعلم جيدا أن بهذا الحكم يعرض شقيقة للأعدام الحتمى ولكنة أفاق من غيبوتة
وعاد الى عقلة الذى فقدة من قبل وأنة لابد من شهداء لتحقيق العدل وتعلوا كلمة الحق
فوق الجميع

فقال (معتز) بنظرة عتاب :
يا (سميحة) أنكى لا تعلمين ما قدر العذاب الذى تعذبة أبى بسبب هذا الحكم ولكنة الحق
الذى بة يكون العدل.....!!!!!!
وأن الحكم أيضا سوف يفقدة أعز ما لدية وهو عمى (عبدة الأسيوطى) ولكنة القدر
مصيرنا الذى نصير وقدرنا الذى قدرة الله لنا فهل يعترض العباد على هذا القدر....!!!!

فقالت (سميحة) بنظرة عتاب أخرى:
أعلم يا زوجى العزيز أنة الحق والعدل ولكن ليس مقابل أن يتحقق العدل والحق قتل أبى شقيق عمى الوحيد ....!!!!

وأنتقل الحوار الى (معتز) ليكمل هو الحديث قائلا :
فبعد يومين أو بألأحرى ثلاثة أيام قد أزيع خبر مقتل عمى فى الجرائد لآنة كان يعمل صحفى كبير فى أحدى الصحف الكبيرة فى ذلك الوقت فقد قرأت أمى هذا الخبر وكأن والدى ينتظر هذا الخبر ولكن متى ..؟ لا يعلم ....!!!!

وكان أبى بعد أن أصدر بهذا الحكم على هؤلاء الرجال الكبار وأنة لا يعلم ما يخفى القدر لة بعد ذلك قد وصل الى قمة حزنة لدرجة البكاء وظل ملازما لغرفتة حتى أتت لة والدتى فكان لابد أن تخبرة بهذا الخبر الأليم فبالرغم من أنة كان يحمل نفسة مسئولية
كل ما حدث لشقيقة وكل ما كان يحمل من حزن وألم على أخية الذى ليس لة أدنى مسئولية لما حدث لة ......!!!!


قريبا بأذن الله تعالى....!!!!!
الــــفــصـــل الــثــالــث
الــــثـــأر الـــــقــــــــديـــــــم

Read more...

About This Blog

Lorem Ipsum

  © Blogger templates Shiny by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP